الوحدة اليمنية انجاز شعبي تاريخي وحلم أجيال والمساس بهذا الانجاز وبهذا الحلم الذي تحقق يطيح بمن يمس هذا الحلم بسوء ايما اطاحة ولن يفتش الشعب اليمني عن الاسباب ولن يأبه أو يلتفت إلى أي حديث مهما كان مقنع .. ما زرع في عاطفة الشعب اليمني نحو الوحدة لأجيال عديده لن يتم انتزاعه وإن حدث جفاف وتصحر سياسي .. دندناتنا وتضحياتنا وزواملنا وهيداتنا وهيصاتنا وانفاسنا ضلت عقود كثيرة تردد هذه العبارة : "الوحدة " حتى اصبحت هذه العبارة هي العبارة الأكثر فصاحة على لسان اليمنيين ، جميع مناضلي الشعب اليمني استشهدوا وحدوييون راضين بأن أريقت دمائهم في سبيل وحدة هذه الأرض وهذا الشعب .. فكيف لنا أن ننزع عنهم هذه الشهادة وهذا الحق الذي من أجله قدموا حياتهم ؟ وكيف لنا أن نجرؤ على زيارة اضرحتهم وقد جعلنا دماؤهم هدرا وتضحياتهم عبثا ؟! كيف يتم التراجع عن ما ارضعتمونا اياه لأجيال عديدة ولعقود طويلة ! غرستموه في نفوسنا من المهد حتى اصبح جزء من تكويننا ونزعتنا حتى قال القائل : الوحدة أو الموت !! رغم انكارنا لهذه المقوله إلا ان هذا هو حصاد زرعكم .
اليوم الشعب اليمني أكثر وعي بما حدث من عام 90 إلى ما قبل صيف 94
المعضلة التي كان يواججها علي سالم البيض في الاصلاحات السياسية ومأسست الدولة ومحاربة الفساد التي كانت تواجه بالـ " مع " العفاشية الغجرية قد فهمت . اليوم أدرك السياسي اليمني وحتى المواطن العادي - ادرك الجميع - ما كان يواجهه البيض من لؤم علي صالح ومن تمنع عن اجراء أي اصلاحات سياسية تصب في مصلحة هذا الشعب ، اليوم الشعب اليمني يعاني من نفس اللؤم في توقيع "المبادرة الخليجية" وتسليم السلطة إلى نائبه كما عانا البيض ورفاقه في "وثيقة العهد والاتفاق " .. اليوم الشعب اليمني أكثر ادراك بالحالة التي مر بها البيض واليمن طوال الأربعة العقود الماضية وهو اليوم - أي الشلعب - على استعداد للتصحيح والاصلاح بوعي وادراك وحس وطني بما في ذلك فهم التيارات السياسية والمذهبية والتعايش معها دون اقصاء ودون تخوين وتجريم وتكفير .
غالبية الشعب اليمني اليوم يعلم علم اليقين ويعترفون بأن علي سالم البيض قدم للوحدة اليمنية أكثر مما قدمه علي صالح ، لأن الجميع اليوم أدرك بأن علي صالح سعى إلى الوحدة ليكسب بينما البيض سعى إلى الوحدة بتقديم التنازلات ، هذا الادراك اتضح اليوم من خلال جشع علي صالح واستماتته على السلطة رغم الخطر الذي يشكله بقاء علي صالح ونظامه على الوحدة وعلى الوطن برمته .. في هذه اللحظة التاريخية يستطيع البيض أن يسترجع مكانته في التاريخ وفي قلوب اليمنيين بغض النظر عن السلطة وكرسي الحكم الذي هو حق من حقوق الشعب اليمني جاري استعادته ، يستطيع علي سالم البيض أن يتراجع ولا ضير في ذلك ، فما دفع البيض للانفصال هو ما يدفع الشباب اليوم للتضحية بارواحهم بصدور عارية وهو ما دفع الحوثي للمواجهة ، اسباب البيض هي الأسباب نفسها التي يموت أبناء الشعب اليمني اليوم من أجلها .
سيخرج علي صالح من التاريخ بسواد الوجه وعلى البيض أن يدخل من حيث خرج علي صالح ، هي لحظة ان تردد البيض فيها فلن تستمر أبوب التاريخ مفتوحة .. اليوم يوجد انصاف لأبناء الجنوب هذا الانصاف جاء نتيجة لمعرفة الشارع اليمني بمقدار الظلم الذي تعرض له أهلنا في الجنوب لأن الشارع في (الشمال) تجرع من نفس الكاس التي سقاها علي صالح للبيض وللجنوب من بعده .. ولذلك هي لحظة تاريخية نعيد فيها ما هدمه هذا الطاغية في النفوس .. ولحظة خروج هذا الطاغية هي لحظة نستطيع أن نستعيد فيها ما سلبه منا وأكثر المسلوبين غبنا هو علي سالم البيض ورفاقه فهل يسمو البيض ورفاقه على الجراح ؟ هل يتراجع البيض خطوة لنفتح له قلبونا ويفتح له التاريخ أبوابه ؟