اتصل مواطن يمني، عَرّف عن نفسه بانه من مدينة الحديدة، مع اذاعة صوت امريكا ابان الاحتلال العراقي للكويت حيث اشتكى من التعتيم الاعلامي في بلاده (اليمن) على حقيقة الاوضاع الجارية فيما يخص الغزو العراقي للكويت. وكان ضيف الاذاعة الامريكية سفير الكويت آنذاك لدى واشنطن الشيخ سعود الناصر الصباح.
المرحوم محمد مساعد الصالح يروي في لقاء تلفزيوني مع الاعلامي يوسف الجاسم عُرض على قناة «الوطن» الفضائية حيث قال عن فحوى لقاء الوفد الشعبي الكويتي الذي زار صنعاء والتقى بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي قال لهم ماذا تريدون بأسرة الصباح: غيروا النظام.. فعاد يوسف الجاسم يسأله هل صحيح قال جذي؟ فرد المرحوم محمد مساعد.. قائلا أي والله قال جذي.. ويواصل المرحوم محمد مساعد الصالح روايته عن زيارة الوفد الشعبي الكويتي لليمن فيقول: في الجنوب كان الوضع مختلفا تماما. كان الجنوبيون يؤيدون الكويت حيث خرجوا في مظاهرات صاخبة حاملين اللافتات والشعارات المؤيدة للكويت، وحملوا المرحوم د.احمد الربعي الذي كان ضمن الوفد الزائر على اكتافهم..
ابان الغزو والاحتلال العراقي للكويت كانت وسيلتنا الوحيدة (نحن الصامدين) لمتابعة الاخبار هي جهاز الراديو.. حيث كنت اتنقل عبر الموجات المتوسطة والطويلة والقصيرة لرصد ومتابعة الاخبار، فوجدت تحول اذاعات الاردن واليمن والسودان وتونس والجزائر بوقا يروج الاكاذيب والاضاليل لصالح العدو الصدامي. فهل كانت «راديو» صنعاء يديرها الانفصاليون الجنوبيون..؟!!
توحيد يمنيي الشمال والجنوب الذي تم على طريقة سلق البيض تزامنا مع قمة بغداد. واعلان مجلس التعاون العربي والذي هو الآخر تم على طريقة سلق البيض قبيل غزو القوات العراقية للكويت بشهرين فقط لاغير. ألم يكن كل ذلك مؤامرة كبرى استهدفت الكويت وما بعد الكويت..؟! ألم يصف الرئيس المصري حسني مبارك مجلس التعاون العربي بمجلس التآمر العربي..؟!
حرب صيف 1994 التدميرية التي شنتها قوات الشمال على شعب الجنوب الأعزل اتهمت صنعاء الكويت والسعودية بالضلوع بمؤامرة الانفصال زاعمة عن مصادرة سفينة في عرض البحر محملة بالاسلحة بأموال من الكويت والسعودية الى الانفصاليين..!!
الرئيس علي عبدالله صالح وفي لقاء مطول مع احدى الصحف الكويتية قال بالحرف: «انتوا ابكو (يقصد الكويتيين) واحنا انطبطب عليكم..».
الآن بعد عشرين عاما على مؤامرة الغزو وبعدما مدت الكويت يد التسامح متسامية على جراح الماضي القريب من الاخوة الاعداء، يستعيد الرئيس علي عبدالله صالح الوعي حيث يرد موجة التآمر والتظاهرات الداعمة للعراق ولصدام حسين الى الانفصاليين الجنوبيين..!!
أين الحقيقة.. هل نصدق التاريخ والوقائع، ام نصدقك يا سيادة الرئيس؟!!.