اعتبر الدكتور "محمد صالح المسفر"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، أن الرحيل الفوري والعاجل لنظام علي عبد الله صالح مصلحة أمنية واقتصادية ووطنية لدول مجلس التعاون الخليجي.
ووصف الدكتور المسفر في حديث لقناة الـ"بي بي سي" علي عبد الله صالح بـ"المتناقض"، رداً على إعلان رفضه للمبادرة الخليجية الأخيرة بعد يوم من قبوله بكل بنودها.
وقال المسفر "إن علي عبدالله صالح من القيادات العربية المتقلبة والمتلونة والتي لا تصدق في كل ما تقول، فهو يقبل ويرفض في الثانية الواحدة ثلاث مرات"، معتبرا ذلك التناقض الذي يبديه صالح من وقت إلى آخر في كل أقواله وأفعاله قد يكون ناتجا عن ضغوطات ممن حوله من أصحاب المصالح الذين يصرون على عدم تنحيه أو عدم تنازله عن السلطة إلا لصالحهم".
ودعا أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر دول مجلس التعاون الخليجي للحفاظ على أمنهم واستقلالهم وعلى سيادتهم، والعمل بالتعاون مع القوى الدولية عن طريق مجلس الأمن لإسقاط نظام صالح ودعم الانتفاضة الوطنية التي تجوب شوارع المحافظات اليمنية كلها.
كما دعا الدكتور المسفر قوات درع الجزيرة للاستعداد للحرب الأهلية التي يخطط لها نظام صالح في اليمن والتي بدأها بنشر قواته العسكرية على مداخل العاصمة ونقل أسلحة ومعدات عبر الطيران إلى مدن وعواصم المحافظات، وهو ما اعتبره مؤشرا لشن حرب أهلية لن تسلم من ضررها دول مجلس التعاون وبالتحديد المملكة العربية السعودية وعمان "لأنهما ستستقبلان جحافل من اللاجئين الهاربين من الحرب الأهلية بسبب بقاء علي عبدالله صالح في السلطة".
واتهم الأكاديمي القطري صالح بجر جيرانه في دول الخليج إلى حروب ليس لهم طائل فيها لأنه تبنى عملية الكذب والاحتيال طيلة على مدى 33 عاما تسبب خلالها بأكثر من خمسة عشر حرب متوالية ومتتابعة وهي أشرس الحروب التي مرت بعهد اليمن منذ 1962 وهي قيام الثورة اليمنية.
ودعا المسفر الجيش اليمني "أن يكون وطنيا كالجيش المصري والجيش التونسي في الوقوف ضد هذا الظلم وضد هذا النظام الفاسد الذي جر البلاد لخمسة عشر حرب دامية على مدى ثلاثين عاماً".
وفيما يتعلق بالمبادرة الخليجية الأخيرة التي رفضها صالح اليوم بعد القبول بها أمس، قال المسفر " للأسف الشديد إن مبادرات مجلس التعاون الثلاث التي قدمت حتى الآن هي حمالة أوجه وليس هناك ما هو حاسم في هذه القضايا"، مسيرا إلى أن تلك المبادرات قدمت لـ"علي عبدالله صالح" ما لم يحلم بتقديمها هو بنفسه .. منحوه 50% من تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية، والتعهد والضمان بعدم مسائلته هو ولا حاشيته ولا أعضاء حزبه المتورطين معه في عمليات الفساد .. قدموا له كلما يريد والآن هو يرفض هذه المبادرة"، وهو ما اعتبره المسفر دليلاً على أن صالح اختل توازنه وقدراته في عملية التمييز فيما هو واضح".
وأضاف " مطلوب من مجلس التعاون الخليجي احد شيئين، إما أن يرفع يديه كاملة من هذه المسألة وهي خطيرة جدا، وإما أن يصر على تنحي علي عبدالله صالح فوراً دون قيد أو شرط، وأن تتشكل هيئة وطنية من العلماء والأحزاب السياسية والمتظاهرين في الساحات في جميع مدن اليمنية وكذلك من المستقلين وأولئك الذين قد انسحبوا من الحزب الحاكم، على أن تتشكل هيئة وطنية تقوم بإدارة الحكم".