مقبل بن علي الضباعي
هو الشيخ مقبل بن علي بن داود بن احمد بن عبد الله بن داود بن عبدالله بن عمر بن علي بن داود الضباعي. علامة وفقيه فاضل, يحب الخير والصلاح , ويرشد الناس بأفعاله أكثر من أقواله, أوقف الكثير من أجود الأراضي الزراعية وأخصبها, للمساجد والأغراض الخيرية المختلفة, ومنها ارض زراعية أوقافها لقرأت القران الكريم, لا تباع ولا ترهن حتى قيام الساعة, كجانب تربوي.(راجع وثيقة رقم(72) ورقم(73) ص: 504-505, الطبعة الأولى 2009م كتاب الحياة الاجتماعية ومظاهر الحضارة في سرو حمير يافع .
* شيخ مكتب لبعوس خلال الفترة (1159هـ-1214هـ), قوي الشخصية, حكيم, حليم, كريم, سخي , شجاع, آمين , عادل, منصف, ينجد ويؤامن الخائف ويجير أللاجئ, ويغيث الملهوف, وينصر المظلوم .مهاب القدر ومحل ثقة وإجماع, صاحب جاه وقبول ونفوذ واسع, ليس على مستوى مكتب (لبعوس) فحسب بل على مستوى عموم مكاتب يافع وجوارها المحيط.
كان يتمتع بذكاء نافذ وفراسة وبعد نظر, قائداً عسكري وقبلي محنك وشخصية اجتماعية فذة, ذو رأي سديد وحكم رشيد, وباس شديد.كان مرجع لحل القضايا المعقدة. وما زال صدى اسماه وتاريخه وذكره العطر يتردد على السنة الناس حتى اليوم , إضافة إلى العديد من الوثائق التاريخية التي تحكي لنا عن بعض من تاريخه المجيد. كان رحمه الله, طويل القامة طوله فارع ,نحيل الجسم.
ومن ابرز مواقفه التي وصلت ألينا وهي كثيرة نستدل بما يلي:
قاد حملة الحرب التي خاضتها قبائل مكتب (لبعوس) وحشود من قبائل مكاتب(الضبي) (الحضرمي) (الموسطة) (المفلحي) (اليزيدي) ( اليهري) ضد قوات الزيدية, بعد أن استنجدت بهم أهل حميقان وطلبوا نجدتهم ونصرتهم بحكم الجوار والأعراف القبلية الأصيلة من السلطان الرصاص الذي استعان (بالزيود) بغرض إخضاعهم وإجبارهم على دفع الجباية (العشير) وهو الكأس العاشر من محاصيلهم الزراعية وما يعانونه منه من ظلم وجور منه ومن الزيود الذي جلبهم الرصاص لإخضاعهم, بعد أن اقتنع الشيخ مقبل بعدالة قضيتهم, بعث برسالة إلى السلطان الرصاص شرح له فيها ما وصل إليه من شكوى قبائله منه ومطالبتهم بتدخله, ويعرض على الرصاص القبول والموافقة على تدخله لحل الإشكال القائم بينه وبين قبائله بطريقة ودية, لكن رد الرصاص كان الرفض , فأرسل إليه مره أخرى مبعوث شخصي, فكان رده رد تعالي وغرور واستقوا بقوات الإمام, فما كان من الشيخ مقبل إلا أن اجتمع بمشايخ وعقال قبائل لبعوس والتشاور معهم بهذا الخصوص فاستقر الرائي على مواجهة الرصاص بالقوة ونصرة من استنجد بهم من أهل حميقان , ووفقاً للأعراف القبلية المتعارف عليها وخاصة في المخارج العسكرية والقتالية خارج حدود يافع, قام الشيخ مقبل بالتشاور مع بعض من مشائخ مكاتب, يافع وهي المكاتب التي تم الإشارة إليها أنفا, واستقر الرائي على المواجهة, وانضمت إليهم قبائل أهل(حميقان) وبعض قبائل بنير, وكانت ساحة المعركة الزاهر والبيضاء وصلت إلى نجد (الجاح) والمثل يقول: إلى نجد الجاح (وواح) أي وكفا , عند وصول الشيخ مقبل ورجال القبائل إلى( المضبي) الحد الفاصل بين الزاهر ويافع (الحد) بعث للرصاص يطلب التفاوض والحوار للمرة الأخيرة, لكن الرد كسابقاته كان الرفض,فبعد أن استنفذ الشيخ مقبل كل الخيارات لم يبقى أمامه إلا خير الحرب الذي تكلل بالنصر المؤزر, وتم إجلاء (الزيود) إلى نجد الجاح , ولجوء الرصاص إلى (مسورة) , التي تم محاصرتها من قبل رجال يافع, بقيادة الشيخ مقبل, حينها رضخ الرصاص وطلب من الشيخ مقبل الحوار, واشترط أن يتم لقائهم انفرادي أي الرصاص والشيخ مقبل دون أن يشاركهم هذا اللقاء احد من الطرفين , وافق الشيخ مقبل على اللقاء على أن يحضر اثنين من كل طرف, اثنين كشهود على ما يتم الاتفاق عليه , وافق الرصاص ورافق الشيخ مقبل في هذا اللقاء (الوردي حواص شملان) , و(زياد الذيب), وأثناء تعريف الرصاص بالشيخ مقبل رد بازدراء وتهكم , قائلاً: (وهو هذا مقبل علي ذي تقولوا عليه, ورقبته مثل رقبة الديك), وبسرعة بديهة رد عليه الوردي بن شملان وقال: ( نعم هذا هو مقبل علي ورقبته مثل رقبة الديك لكن ديك العرش إذا صاح تداعت له جميع ديوك الأرض), فقال الرصاص
وأنت من) قال له: ( أنا الوردي بن شملان) فقال الرصاص: (لكنهم ذي يقولوا عليك فشر بنفسك )أي (أنيق في ملبسك وهندامك), فرد عليه زياد الذيب وقال: (نعم فشر بنفسه ولكن ساعة باس مش ساعة لباس) . وتم بعد ذلك إجبار الرصاص على (تجبير) بن صالح بن سالم الحميقاني أي إعفائه من دفع الجباية. ويقال انه عند وصول الشيخ مقبل وقبائل يافع إلى الحد كانوا يرددون الزامل التالي:
يا وادي الزاهر توسع
لجيش يافع والوزاعه
يافع على سبعه مكاتب
با يأخذ الزيدي بساعة
وبعد أن تم دحر الزيود إلى نجد الجاح, ردوا على يافع بالزامل التالي:
يا وادي الزاهر توسع
لجيش سيدي والمدافع
قد عادها حسبه من الله
نأخذ عدن وابين وبافع
وهناك العديد من الأشعار التي اثنت على الشيخ مقبل نستشهد بهذه الأبيات من قصيدة طويلة :
مقبل عقيد القوم فكاك المآري والأون
البيض تحجر للضباعي وانت يا هركول عن
مقبل علي ذي ينصر المظلوم ولا من أبون
وكلمته بترجح الكفات وافي لا وزن
ولا دعي للقوم لبوا داعية أنسناً وجن
تقبل مثيل السيل له رجات بسيله يحن
يشبه علي ذي حارب البدعة وعباد الوثن
هو خرج الزيدي من البيضاء لما الرصاص آن
مقبل علي ذي شيع صوته بشدائد والمحن
تشهد له العربان تشهد لضباعي بن حسن
في حكمته لقمان ما يعجل ومثله من فطن
وتي الأسد من واجهه يؤويه قبره والكفن