منتديات آل الضباعي
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
وجودك زاد المنتدى تالقا وتسجيلك فية يشرفنا




نتمنى لك المتعة والفائدة معنا
المدير العام
تحياتي
منتديات آل الضباعي
اهلا وسهلا بك زائرنا الكريم
وجودك زاد المنتدى تالقا وتسجيلك فية يشرفنا




نتمنى لك المتعة والفائدة معنا
المدير العام
تحياتي
منتديات آل الضباعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات آل الضباعي


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولدخول

 

 البناء العمراني في يافع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت شيوخ
""ّصاحب الموقع""ّ
بنت شيوخ


عدد المساهمات : 1131
العمر : 30

البناء العمراني في يافع Empty
مُساهمةموضوع: البناء العمراني في يافع   البناء العمراني في يافع Emptyالأحد 11 ديسمبر - 11:48


البناء في يافع**



البناء في يافع يكاد يكون أكثر تطورا في الجزيرة العربية من سالف العهد بل
لا نبالغ إذا أجزمنا القول بأنه قد سبق غيره من حيث الهندسة المعمارية .إن
كان يختلف عن المعمار الصنعاني من حيث النقوش والزخرفة ونوعية المواد
المستخدمة والبناء الحضرمي من حيث كونه من مادة اللبن ( الطين ) مقارنة
بصخر الجرانيت القوي الذي تبنى منـه بيوت يافع ، وللهندسة البنائية بيافع
محترفوها فهم ذووا خبرة متوارثةامتازت بجودة عالية لاتضاهي البتة واشـهر
البنائين في منطقة يافع ( آل بن صلاح ) فقد تواصوا بفنهم معظم الهاوون
لحرفة البناء من ابناء القرى المجاورة . وانتشـرت هندستهم في كثير من
النواحي اليمنية مثل: حضرموت ، صنعاء ، عدن ، ابين ، المناطق الوسطى من
الشمال الضالع ، شبوة ، ردفان ، لحج . وظهرت لهم تلامذة في معظم المناطق
اتقنه صنعة البناء وهندستها المعمارية متواصلة دون تخلف عن (المدرسة
الحديثة) في ذلك الشأن حاضرآ ، مما جعلهم مواكبون لامتخلفون عن طفرة
التحديث . ومما يؤخذ على ذلك الفن من انه ظل على نفس النمط التقليدي
القديم وخاصة من حيث الارتفاع الرأسي والنقوش الى سنين خلت . ولم يجرؤ على
منافسة زخرف (الفن المعماري الصنعاني) باٍدخال الفنون الاسلامية حتى على
المساجد على اقل تقدير.

البناء العمراني في يافع 4bd0803d6b2e4

أسباب اختفاء الزخرف

صلابة الحجارة وعدم وجود الادوات لتمثيلها سببا مهما في الابقاء على المعتاد .

الفنون الاسلامية حملها الغازون الى اليمن منذ فجر الاسلام ولم يستطيعوا
التوغل الى مناطق يافع وقلاعها المحصنة لهذا فقد أبقت على طابعها الخاص
المستوحى بيئيا ومن بعض الحرفيين اليهود قديما .

كان يقصد ان أماكن الزخرفة والنقوش هي نقاط وهن وضعف في المبنى وبالتالي
تفعل الامطار فعلها ولا تصمد كثيرا أمام تلك العوامل مع مرور الوقت
وبالذات خلخلتها من حيث الوهن .

الحروب القبلية ودخول الأسلحة والذخيرة أدى الى استعمالها وهدم المباني
بواسطتها وتلك الاسباب أعاقت تطور الزخرفة ثم وأدها منذ بداية ظهور
الأسلحة . وتوقف انتشارها في واجهات المباني واكتفوا بخطوط مبسطة من حجر
(المرو ) على شكل نجمة ( داوود ) اوشكل ( الصليب ) وخطوط طولية اسمها (
العلسة) وشكل فوق ( السدة )المدخل الرئيسي يحتويها عقد يسمى ( الثريا) .

البناء العمراني في يافع 4bd0803d80685

وكما اسلفنا وأدت الزخرفة خارج المبنى واستعيض عنها بما يقابلها من داخل
المبنى فحلت الاقواس الدائرية والعقود البيضاوية من التعقيد الزخرفي محلآ
بارزآ بصدارة وواجهات ( المبارز ) والمفارش وكثرة فيها عدد (الولج) وهي
عبارة عن رفوف متعددة الاحجام والاتساع لكافة اللوازم والاغراض مثل ولجة (
للموكف) ولجة (للغازة) انذاك وبيت للمداعة.....الخ ..وفي الوقت الحاضر حلت
محلها (الكباتات) والقمريات فوق بعض النوافذ التي حليت بالنقوش وألوان
الزجاج المموج .

ومن مآخذ البناء اليافعي قصوره على غرفتين على الرغم من الارتفاع الراسي،
واحتلال المداميك لجزء من مساحة الغرف تقليدا مستمرا حتى وقت قريب .

اسباب الارتفاع الراسي للمباني

ضيق المساحة الجغرافية في المناطق اليافعية
ازدياد عدد وكثافة السكان ارتفاع نسبة الخصوبة

تكاتف وتقارب الأسرة اليافعية في بناء واحد أثناء الحروب القبلية .. الاشتراك بملكية الارض كإرث متوارث بين الاخوة وبني العم .

ارتفاع نسبة دخل بعض المهاجرين وحاجته للتوسع الراسي ... الحاجة القصوى للسكن أدت الى الاتجاه الراسي .

وأخيرا تباه وافتخار وظهورا بما حققوه من نجاح امام الاخرين.. يدل على ذلك
احد الزوامل امام الضيوف الوافدة عندما لفت نظره الارتفاع الراسي قائلا .

doPoetry()

البناء العمراني في يافع 4bd080e1018a6

وصف المبنى وأنواعه

النوع الاول .. عادي وممكن إدخال بناء ملاصق له وبدرجة مشتركة تسمى (التطليعة) طريقة قديمة .

النوع الثاني .. مثلث ( ثلاث غرف)(عديل) طريقة قديمة كانت محدودة ثم انتشرت أخيرا .

النوع الثالث .. مربع ( عديل) اربع غرف مستحدث .

مادة البناء .. حجر + طين + حجيرات التلصيص (
مياضير) والاساس لابد مايكون فوق ارض صلبة ( حيد) وليست رخوة وسمك
المداميك ( ذراعين) ومساحتة ثمانية عشر ذراع (32 فوت) الى 36 طول مع
ملاحظة سحب بوصتين في كل دور الى الداخل لتشتيت القوة الضاغطة على
المداميك من اعلى وعدد أدوره من دور واحد الى سبعة ادوار اما نوع الحجر
فمن الجرانيت الصلب وحجر ( كنابي ) شديد الصلابة ذا لون رصاصي حالك السواد
والمرو للزينة فقط يحتوي الدور الواحد على غرفتين ( مفرش) و(مسرى) بناء
عادي وان لايزيد على 6 غرف في البناء الحديث(عديل) مع ملاحظة ان المفرش
اكبر من المسرى (العلية) أما الدرج فواسع ومرتفع وكان في السابق يختار
العصي المتعددة وتفرش في أسقفها ، ومن ثم استخدمت الحجار المفروشة كأسقف
وهي اكثر قوة وصلابة . وخصص الدور الارض لسكن الحيوانات ويكون عادة بدون
نوافذ وكان هذا من اسباب الحروب وهي ايضا التي جعلته يبني في اعالي الجبال
لكي لا يؤخذ بغتة ومن اسباب صغر حجم النوافد البرد القارس وكان يزخرف خشب
النوافذ بنقوش بسيطة وعددها في الدور الواحد من الخمس الى العشر حسب سعة
المبنى وهي اشبه (بعدسة الكاميرا) متدرجة من الداخل كي يدخل الضؤ متوزعا
بأرجا الغرفة .

واهم ما يجب أن يحتوي عليه (المفرش) أثناء التصميم هي (الهدة) بكسر الدال
وهي عبارة عن فتحة بالجدار ترتفع عن أرضية المفرش بمتر واحد خصصت سريرا
للمنام الامن ، والهاديء ، وتحتها مباشرة غرفة صغيرة الحجم متر وربع
مربوعة الحجم والشكل يقال لها ( الخلة ) من فعل يخلو وتعد بمثابة الدولاب
لخزن الملابس والاشياء ذات الأهمية أما ذات القيمة فتخزن في (المخزنة)
ويخصص أيضا مكان للمداعة (النارجيلة) بالجانب الأيمن للمفرش ومكانها
لايخلو من بعض الزخارف لاضفاء جمالية الذوق والاحساس بالنكهة أثناء
استخدام المداعة ، اما متى بدا بتخصيص ذللك المكان للمداعة فلا نعلم
تاريخه لكنه يرجع على أقل تقدير الى سنة الالف هجرية اوقبلها بعقد على
اكثر تقدير . كما يوجد المرحاض بجوار الهدة وقد تطور في الاونة الاخير
كثيرا واصبح على طريقة (خمس نجوم) .


البناء العمراني في يافع 4bd080e153b05

والاخشاب التي كانت تستعمل في البناء تقص من شجر(العلب ) القوي المعروف
بصلابته وقوة تحمله إلى جانب انه لا ينخش مثل خشب الاثل وغيره وهو معروف
بشجرة ( السدر) وتصنع منه (السدد) الرئيسية في البيوت القديمة معززة
(بموسكين) أي مواسك و(معلاج) كبير من الداخل لإحكام الإغلاق ومن الخارج
(الالقة ) على شكل علامة الصليب ذات النطف المتحركة أثناء الفتح والاغلاق
. وفكرتها منتشرة في الوطن العربي قاطبة ومن المميزات الخاصة في البناء
اليافعي وضع ( التشاريف ) عند اختتام الدور الثالث وما فوق وهي أشبه بقرون
الوعل وتضع واحدة بكل ركن وتعني تشريف المبنى واختتام طرح الحجر إضافة الى
جملة من الصفات الحسنة مثل ( الشرف ، الهيبة ، النشمة ، الشجاعة ) وقد كان
يمنع عن بعض المرتدين استخدام التشاريف على منازلهم عقابا لهم في عرف
القبيلة. وعلى كل حال فالبناء اليافـــعي قد حافظ على صفتة وميزتة من حيث
الشكل والمضمون وان طرات علية أخيرا آلية التحديث وادخال الخرسانة الا انه
ثبت بما لا يدع مجال للشك من انه الاكفاء عن نمط التحديث .

طرق وعادات البناء

البدء بطرح الحجر يوم الاحد ، أما سبب اختيار يوم الاحد فذلك يرجع الى
الاعتقاد السائد بأن الارض قد خلقت يوم الأحد وانتهى بخلقها يوم الجمعة
بستة أيام ثم استوى على العرش كما أشار الله بمحكم كتابه العزيز وحينها
يذبح فدية لطرد الأرواح والشياطين من الاساسات والمداميك . وجرت العادة
أيضا على ذبح رأس غنم على كل عقد يتم انجازه وعند طرح اول (خشبة) في كل
سقف كامل للدور الواحد . ومن الاعتقادات الشائعة في السابق أنه كان يضع
حبة بيض بزوايا (الساس) قبل طرح الحجر ويتم وضعها ليلا فإذا تغير لونها أو
كسرت بدون سبب غيروا حفر (الساس) . ومما يدخل الشكوك في نفوسهم بعدم
صلاحية (العرصة) وجود نملة(ذرة) سوداء فتلك يتشائمون منها أما النملة
الحمراء فهم يستبشرون خيرا ويحبذون البناء فيها ويرجع السر في ذلك كون
النملة تنخر في التربة وتتخلخل الساسات وخاصة السوداء المتوحشة أما
الحمراء فغالبا ما تكون بيتية لاخوف منها . وبالنسبة للبيض فهو لمقاس
درجـة الحــرارة (التبخر) من باطن الارض وخاصة (المسامية) أما الصلبة فلا
تجرب بالبيض وحساسية البيض بالتبخر ينتج عنه تماسك (الزلال) والصفار فتخف
البيضة وبالتالي يتم التأكد من ان ارضية الساس غير صالحة للبناء .

ومما يلفت النظر أن البيوت بيافع من النادر ان يكون مدخلها (السدة) من
الجهة ( الشمالية) أما لماذا فذلك مايحيرنا ومن وجهة نظرنا (محسن ديان )
ربما تخوف الاهالي من صقعة الرياح القادمة من الشمال وما هنالك سبب اية
سبب ديني خاصة فيما يتعلق باتجاه الهدة التي تكون باتجاه مدخل البيت وبأول
القبلتين ( بيت المقدس شمالآ) ابدا بل الأرجح أن الرياح المشبعة ببخار
الماء شمالية وهبوبها من جهة الشمال الى جهة الجنوب محدثة ( سافيآ) من
الماء أثناء هطول الامطار في فصل الصيف . وهناك من يقول بأن جهة الشمال
يتشائمون منها وخاصة عند الدخول والخروج من المنازل مبتدئين بالرجل اليمنى
كما هو متبع في الاداب والسلوك الاسلامي ( ويقال حتى لايعطي الظهر أثناء
الدخول للمقدس ) وكما أسلفنا بأن طراز البناء اليافعي مميز واضافة الى ذلك
خصص الاكوات ذات البناء المربوع وهي عبارة عن غرفة فوق اخرى للحراسة
ومراقبة الحقول ايام الزراعة من سرقة او (خراب) كذلك شيد ( النَوبْ ) من
كلمة نوبة وتناوب في الحراسة في كل تل ومرتفع ووادي وبشكل ملفت للنظر حيث
تعددت وتميزت بشكلها الدائري دون النوافذ واكتفى بأكليل حربية لفوهات
البنادق أثناء الصراعات القبلية أما لماذا حبذت دائرية فلربما كونها
استطلاعية يسهـل استكشاف كل شيء من خلالها ولا يمكن لشيء ان يتوارى خلفها
وهذه ميزة تدل على حنكة ودراية حربية ، وادوارها من ثلاثة وفوق وقد تصل
الى الخمسة ادواراما الطلوع اليها فيتم عبر سلالم من الحجر اللصيقة
والموصلة الى الفوهة من غرفة الى اعلاها وهي بطبيعة الحال ليست ميسرة
الطلوع دون إمساك .

ومما يلفت النظر في البناء القديم التقارب الشديد في المباني حتى انه ببعض
القرى ترى البيوت متلاحمة بجدار وحيط مشترك وترجع اسباب هذا التقارب الى
الالفة الموجودة بين الناس وبنفس الوقت الخوف من الصراعات القبلية .


البناء العمراني في يافع 4bd0824f1707f






اليمن·· بلد العمارة العر يقة المميزة على مستوى العالم

العمارة اليافعية·· الاكثر تعقيدا وفرادة بطرزها الحجرية وارتفاعاتها الشاهقة

د· سلمى سمر الدملوجي


يسعدني في البدء ان اعرف القارىء بنفسي، فأنا مهندسة عراقية مقيمة في
بريطانيا، وصدرت لي عدة كتب عن العمارة العربية كان آخرها عن العمارة في
سلطنة عمان، والذي قدم له الامير تشارلز ولي عهد بريطانيا واولها كان
كتابا عن اليمن بعنوان واقع من اليمن اما كتابي الثاني فقد كان اطروحة
الدكتوراه وقد صدر باللغتين العربية والانجليزية في عام 1993 وكان بعنوان
وادي العمارة الطينية وهو عن شبام وتريم وحضر موت بشكل عام، ثم لحق بهذا
الكتاب كتاب آخر عن فن الزخارف الاسلامية في المغرب وكان بعنوان الزليج
وفن الخزف المغربي وقد صدر باللغتين العربية والفرنسية · كما صدرت لي
دراستان عن عمارة المسجد النبوي الشريف، وكذلك عمارة الحرم المكي الشريف
وذلك عام 1998·

وآخر انشطتي في هذا المجال ذهابي الى اليمن في 6/2/2000 بدعوة من جامعة
حضرموت للمشاركة في مؤتمر حول العمارة الطينية في وادي حضرموت، ومن خلال
مشاركتي استطيع القول بأن المؤتمر كان ناجحا جدا ومثمرا بكل المقاييس، وقد
خرج بتوصيات كثيرة تدعو الى التفاؤل في قطاع العمارة الطينيةليست فقط من
حيث الحفاظ عليها بل وتطويرها، والحد من تفشي اشكال العمارةغير المناسبة،
والتي يرتبط استخدامها بمفهوم التحديث خطأ، وهذا بالنسبة لي اعتبره انجازا
مهما·

وللعلم فإنه قد سبق لي ان زرت اليمن في عام 1982حيث زرت عدن وسيئون
وصنعاء، وحينها كنت خبيرة في قسم المستوطنات البشرية بمنظمةالاكوا وهو
اسمها السابق المختصر لـ اللجنة الاقتصادية لغرب آسيا وقد اصبح اسمها الآن
الاسكوا حيث عاد مقرها مجددا الى بيروت وكنت قد جئت حينها في مهمة للنظر
في اشكال العمارة التقليدية، وكيف يمكن المساهمة في رفع المستوى المعيشي
للمستوطنات ومهمتي كانت في حضرموت ثم في صنعاء، وقد اكتشفت هناك انه كانت
توجد العديد من الهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بهذا القطاع في صنعاء،
وفي المحافظات الشمالية بالذات، لكن اهتمامي انصب على العمارة الطينية في
حضرموت لأنني وجدت هناك مملكة كبيرة للعمارة الطينية الاصيلة والمتطورة،
والتي ما انفك اهلها عن التفاعل معها، ومع اشكالها وفنونها، ولذلك توجهت
للتركيز على المدن التي زرتها آنذاك·

البناء العمراني في يافع 4bd0824f2bb6c

واهتمامي باليمن يأتي من كون اليمن كانت معزولة من الناحية المعمارية· وقد
وجدت في المدن، وخاصة في حضر موت، مقومات جذبتني وشدتني للعمل على دراسة
هذه العمارة، لتبيين اهميتها في التطور المعماري المعاصر لليمن بشكل خاص،
وعالميا·· وهذا كان في عام 28 وفي عام 48 قررت ان تكون دراستي في اطروحة
الدكتوراه في كلية الفنون الملكية بلندن، لهذه العمارة الطينية فتفرغت
لهذا الموضوع وطلبت من وزارة الثقافة والاعلام، ومن مدير المركز اليمني
للابحاث الثقافية حينها التعاون معي وتسهيل مهمتي لزيارة البلاد لمتابعة
ابحاثي، وقد وجدت التعاون الذي طلبته واكثر على الرغم من شحة الامكانيات،
وقبل ان افرغ من تقديم اطروحتي، وانهاء رسالتي تقدمت من خلال الكلية
الملكية للفنون بلندن بطلب تمويل لتأسيس بحث، ولمواصلة بحثي في العمارة
الطينية بشكل عام·· وكان هذا في عام 87، ولما جئت حينها الى اليمن، كان د·
جرهوم هو وزير الثقافة والاعلام، الذي بتشجيع منه تم توسيع البحث ليشمل
محافظتي شبوة وعدن، وطلب مني د· جرهوم زيارة يافع العليا، وبهذا التوسع
البحثي، اصبحت البلد كلها مفتوحة امامي ليشمل عملي المحافظات كلها،
لتتوالى زياراتي الى اليمن، واستطعت التفرغ للعمل حتى عام 90، وعلى مدى
ثلاث سنوات من 87 -90 وكنت منكبة على هذا العمل، واصبح لنا مشروع استمر
خلال هذه المدة في كلية الفنون الملكية، وخرج العمل بعد ذلك من اطار
العمارة الطينية الى العمارة الحجرية في يافع، والمقارنة بين هذه الاشكال
من يافع الى المهرة، حيث قمت بوضع المسوحات المعمارية لنماذج هذه العمارة
بالتعاون مع البنائين هناك·

اذكر في الاخير ان زيارتي ليالغ العليا لمرتين خلال عشر سنوات نتج عنها
تجاوب الجميع هناك معي (معلمو البناء والاهالي والمسؤولون في يافع العليا)
في اقامة جمعية للحفاظ على النمط المعماري اليافعي، لأن اهمية يافع بالغة
بالنسبة لتقنية البناء الفريدة في العالم في استخدام وتقويم الحجر في بناء
ناطحات السحاب·

دافع الاهتمام بالمعمار اليمني

اما دافع اهتمامي بالفن المعماري اليمني او مبعث هذا الاهتمام فهو ان
اختصاصي في دراسة العمارة كان الهندسة الاسلامية والبحث في اشكالها
وفنونها وكان لي ان التقيت بالمهندس المصري حسن فتحي الذي عمل على تطوير
العمارة الطينية في الصعيد من خلال بناء قرى حديثة لذوي الدخل المحدود
والفلاحين باستخدام اساليب البناء المحلية وموادها ا عتمادا على معلمي
البناء التقليديين وكان فتحي من اهم المهندسين العرب في القرن العشرين حيث
كان سباقا في مهاجمة اعتماد اشكال العمارة الحديثة والطراز المسمى
بالعالمي· وكان ان استفدت من ابحاثه ودراساته في هذا المجال واكتشف اهمية
تطوير مبادىء العمارة العربية والاسلامية في التصميم الحديث والمعاصر· ولا
يخفى اهمية هذا على صعيد تطور وازدهار العمارة المتعلقة بثقافة المجتمع
وحضارته، والاهم انعكاس طبيعة قطاع العمارة على العلاقة الاقتصادية
والاجتماعية للمجتمع واهمية الحفاظ على نوعية النتاج المعماري ليس لاسباب
تاريخية او عاطفية او جمالية بل لتحافظ على توازن الانتاج الاقتصادي
المتعلق بخصوصية ومهارات المجتمع وموارده المحلية (الجندات ومواد البناء
والتقنية)·

فكر معماري خلاّق

كما ان مراعاة الظروف والعادات الاجتماعية والتأقلم معها ومع طبيعة المناخ
والموقع كلها عوامل تم التفاعل مع متطلباتها في العمارة المحلية ( كالبناء
التقليدي السائد في يافع)· لذا يأتي نمط البناء التجاري المستحدث والمنتشر
عالميا متخلفا من الناحية الوظيفية والجمالية لو تم مقارنته علميا ومهنيا·


هذا كان دافع اهتمامي بالفن المعماري اليمني بسبب وجود مجتمعات قائمة حول
عمارة مدن مبدعة، عمارة ابداع استخدمت الفكر الخلاق في التصميم وامتهنت
حرف البناء بحذاقة متأصلة وحكمة متواصلة·

من هنا اتت الاسس والاصول التي حافظ على سر ها معلمو البناء وامتلكوا مقومات تطويرها مع تطور وتغير المجتمع·

البناء العمراني في يافع 4bd0828d63e06


شاهد حضارة عريقة

وجاء اهتمامي حرصا على هذه العمارة واسلوب مدنها الذي بقي في اليمن شاهدا
على حضارة عريقة فيما تلاشت وتداعت اشكال المدن العربية والاسلامية
وثقافتها المعبرة عن هويتها جئت دون ان اعلم ان هذه الثروة العمرانية ما
زالت معاصرة وحين وجدت اهلها ومعلمي بنائها يتفاعلون معها اقدمت على
دراستها وتسجيلها من اجل إعطائها درجة الاعتبار والامتياز التي تستحقه في
مجال التطور الحضري· ولأنها العمارة التي تبعث على الابهار والتعجب بقيمها
الجمالية التي تتجلى صفاتها في اشكالها وتكوين فضاءاتها·

وكما قال الرسول " ان الله جميل يحب الجمالفهذه العمارة بالتالي كانت مصدر
جذب لي وشوق للتقرب منها ومعرفتها وهكذا كانت زيارتي الاولى الى يافع كانت
عام 1987، لحقتها زيارة ثانية عام 1990ولم اعد سوى في فبراير 2000
وانطباعي اولا واخيرا هو التفاؤل الذي ينبع من ان جميع المباني اليافعية
الاصيلة بقديمها وحديثها ما زالت قائمة رغم هجر بعضها· هذا ما يؤكد
الاستمرارية والثقة بان الحضارة او العمران الذي يشكل كيان مدن يافع
العليا موجود وهو من حيث النوعية والكمية اقوى من أن يتأثر حاليا بتيار
العبث الساري والجاري في البناء الاسمنتي العشوائي والمتدني اصلا نمطا
وشكلا·

وهذا صحيح على المستوى العالمي ومعترف به ·

خطر داهم

اما ما يسمى نهضة معمارية فهي نهضة انشائية خالية المضمون في اشكالها
المحدودة والتي نرى انتشارها في بناء المساجد والمؤسسات التجارية وفي بعض
البيوت الخاصة للاسف · الخطر يكمن في ان يتوهم اصحاب عمارة الاسمنت
المؤقتة انها تمثل البديل لعمارة الحجر التقليدية وان يقوم الاهالي بتقليد
اصحاب المال في هذا من باب الموضة والاستسهال لرخص بلوك الاسمنت والعمالة·
وسيزيد هذا من تشويه الكيان الاساسي للمدن والقرى ويخل بتوازن تخطيطها
وهيكلها الطبيعي وعلاقاتها بالبيئة· والخطر الذي يهدد النمط اليافعي يأتي
من تفرق العمارة وتشتت مدنها من خلال انشاء عمارات اسمنتية ومن خلال
استبدال التفاصيل المعمارية للمفردات·

فالخلة اصبحت قمرية، وقطب الدرج تحول الى سيري، ومدماك الظهاره والبطانة
اصبح بلوك اسمنت بواجهات حجرية مزيفة··· بكلام آخر ومبسط اخذت تفتك
بالعمارة اسباب الخربطة والالتباس· وينعكس هذا بوضوح في الواجهات الخارجية
وتصميم الفراغات الداخلية الذي اخذ يتبسط وينفتح، على ما لا يستوجب
الانفتاح، ويفقد خصوصية المكان ونسبه في نسبة وتناسب المعايير والمقاييس ·


الفن المعماري اليافعي بالغ الاهمية من حيث تقنية البناء وامكانيتها في
وضع طبقات الدور الى ارتفاع سبعة ادوار بالحجارة - ناهيك عن ان سقوفها
حجرية المد، مما يشكل بحد ذاته نموذجا فريدا عالميا·

العمارة اليافعية·· الاكثر تعقيدا

واشكال هذا الفن عديدة وعميقة ولا يسعني التوسع فيها هنا من دون ان اعطيها
حقها - ويتعلق هذا بالربط بين مواد البناء المستخدمة ونمط تصميم الفراغات
الداخلية وتواليها في المبنى الكامل وتاريخ تطورها واختلافها·

عمارة يافع هي عمارة حضرية (urbon ) أي مدينة تضاهي عمارة مدينة صنعاء وعمائر مدن شبام وتريم ووادي دوعن·

طبعا هي بالنسبة للبناء بالحجر الاكثر تعقيدا وتطورا اذا ان حضرموت
مباينها من المدر وصنعاء من الياجور) وفنون هذه العمارة ترتبط بحرفة
البناء وتتمثل باشكال متغايرة من تجذيب الحجر وتحت انواعه المختلفة من
بناء قباب المساجد وقبور الاولياء واشكالها البيضوية الى حفر باطن
الخللوزخرفة السقوف، ولعلها فنون تجريدية الا أنها تنهد مع العمارة فتضفي
عليها الصفة التحتية، وهذه صفة وميزة متفوقة في العمارة وخاصة عمارة القرن
العشرين التي فقدت ملكة النحت والفن والروح·

ما العمل ؟

ما العمل للحفاظ على هذا الطراز؟


هو ليس فقط مجرد طراز او نمط بل هو حقيقة معمارية يمتلكها اهالي يافع
ومعلمو البناء اليافعيين · لذا فالعمل يكمن في التفكير بما يتفق
واستمرارية هذه الحقيقة ومن الاهمية بمكان العمل على ضبط الممارسة
والتصميم وفق الاهواء مع ادخال المتوجب والمطلوب من اشكال التحديث ووسائل
او متطلبات المعاصرة، من حيث تصميم المكان الداخلي والتقنية، دون ان تتحكم
التقنية الحديثة وموادها بقلب وصميم الهيكل المعماري الاصلي· وهذا ممكن من
خلال تحكيم واستشارة معلمي البناء من اصحاب الحكمة والمعرفة بمجال التصميم
والبناء · ومن اجل هذا ، جاءت فكرة تشـكيل جمعية الحـــفاظ على النمط
المعماري اليافعي·

وستكون مهام هذه الجمعية مركزة في البدء في :

1- الحد من التجاوزات والاخطاء التي بدأت تظهر بشكل عفوي غالبا ودون ادراك
مسبق لمؤثراتها· ويتم هذا التدارك من خلال لفت انتباه الاهالي وتعميم بعض
الملاحظات المتعلقة بالتصميم الخارجي والداخلي والبناء وهذا يؤدي الى وضع
ضوابط وتوعية الاهالي واصحاب البناء الى المباديء والعناصر المستخدمة·

2- تقويم اشكال المباني التي وقعت فيها الاخطاء والعديد منها سطحية قابلة
للتقويم من خلال استبدال العناصر الدخيلة او المواد واعادتها

3- ترميم المباني اليافعية واغلبها دور خاصة تم هجرها من قبل الاهالي في
السعبينات وهي معرضة للخراب حاليا والاستفادة منها - كونها تمثل جزءا
اساسيا من المخزون المدني العمراني: ولدينا افكار في كيفية اعادة تأهيلها
واستخدامها بما يرجع بالفائدة على اصحابها والقطاع العام·

4- منع البناء بالاسمنت والبلوك ( الباردين) الا في الحالات التي تبرر ذلك
ومن خلال وضع رخص للبناء لتفادي البناء العشوائي والعفوي على ان يتم ذلك
بشكل هاديء ومقنع·

5- وضع لجنة استشارية في التصميم والبناء لحل بعض المشاكل الوظيفية
والجمالية تكون في خدمة الاهالي واصحاب البناء - ولتشرف على مراعاة
الضوابط وتساهم في تطوير لنمط العمارة اليافعية

6- وضع الدراسات المتعلقة بدفع المستوى المعيشي في التجديد الحضري ومشاريع
البيئة التحتية واستقطاب التمويل والدعم لتنفيذها (وأهمها مشروع وحدة
للمجاري والخدمات الصحية وامدادات التصريف والمياه)·

7- استقطاب الدعم والتمويل لانشاء المراكز والخدمات الاجتماعية والتأهيلية والتثقيفية المطلوبة للمدن والقرى·

---------
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aldbae.7olm.org
 
البناء العمراني في يافع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مكاتب يافع وافخاذ يافع
» يافع وقت الشروق
» صور لمدينة كلد في يافع
» صور من يافع لبعوس
» جغرافيا يافع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات آل الضباعي :: قسم خاص بآل الضباعي :: عالم يافع-
انتقل الى: