هي
نتيجة كارثية لليوناتيد وخسارة لم يتلقاها الفريق الأحمر منذ عقود , ولا
شك أن جماهير مانشستر سيتي ستتحدث عن هذه النتيجة لعقود قادمة وتتغنى بهذا
الفوز , فاليوناتيد لم يخسر على أرضه بهذه النتيجة الكبيرة في كل البطولات
منذ عام 1955 ولم يخسر في الدوري على أرضه بهذه النتيجة الكبيرة منذ عام
1930 وكانت مع نيوكاسل 7 -4 , ولكن ما هي أسباب هذا الانهيار الغريب للجبل
الشامخ مانشستر يوناتيد
بالعودة للتشكيلة التي لعب بها فيرغسون نجد أنها التشكيلة منطقية إلى حد
كبير : ريو فيردناند وإيفانز في قلب الدفاع وإيفرا على الظهير الأيسر
وسمولينغ على الأيمن و الجناحان المتألقان ناني ويونغ وفي الوسط فليتشر
وأندرسون أوليفييرا وأمامهم روني وداني ويلبك , برغم أنني كنت أفضل أن
يلعب فيليب جونز في قلب الدفاع منذ البداية بدلا من إيفانز وأن يلعب
خافيير هرنانديز بدلا من ويلبك منذ البداية , لكنها تشكيلة ممتازة من
فيرغسون وهي تشكيلة قوية ومنطقية , إذن فما سبب الخسارة ؟
المشكلة أيها السادة أن هناك مجموعة من الظروف تسببت بمجملها في هذه
الخسارة أولها أن أغلب هؤلاء اللاعبين لعبوا مباراة دوري الأبطال مع
غالاتي الروماني يوم الثلاثاء الماضي وقبلها المباراة المهمة مع ليفربول
في الدوري , وعادوا من رحل سفر مضنية من رومانيا , رغم ذلك يمكننا أن نقول
إن هذه أثر بنسبة 10 % فقط
السبب الآخر برأيي هو أن مانشيني أشرك خمسة لاعبين في خط الوسط وترك
سيرخيو أغويرو وحيدا في المقدمة ومع تألق ديفيد سيلفا ونشاط بالوتيلي
استطاع السيتي السيطرة على منتصف الملعب , ثم إن نجاح بالوتيلي بإحراز هدف
مبكر نوعا ما أربك لاعبي اليوناتيد نفسيا وجعلهم تحت ضغط هائل ثم جاءت
الضربة القاسمة , وهو الطرد الساذج الذي تعرض له اللاعب جوني إيفانز , فمن
الواضح أن اللاعب الذي يعرقل لاعبا منفردا بالمرمى سيطرد , وفقدان لاعب في
هذه المباراة المهمة أصعب بكثير من تلقي هدف , كان طرد إيفانز طعنة منه
لفريقه , وبدأ فيرغسون يغير من أسلوبه ليستوعب خسارة لاعب مدافع وهنا وقع
فيرغسون في تخبط غريب , فأخرج أفضل لاعبين في اليوناتيد ( ناني وأندرسون )
ليفقد اليوناتيد أي فرصة في السيطرة على خط الوسط , ولاشك ان من منطقي أن
يدخل فيليب جونز ليحل محل المدافع المطرود لكن كان يجب أن يخرج ويلبك أو
أي لاعب غير ناني , طبعا خافيير هرنانديز دخل بدلا من أندرسون وفيليب جونز
بدلا من لويس ناني , ولكن من سيمول المهاجمين روني وهرنانديز بالكرات إذا
خرج أندرسون وناني , فيرغسون بتبديلاته قتل خط وسط اليوناتيد , وقتل معه
أي فرصة في تهديد مرمى الخصم وتسجيل الأهداف وكان من المنطقي بعد هذين
التبديلين أن يسيطر السيتي على خط الوسط , ثم من سيلعب على الجناح الأيمن
بعد خروج ناني ؟ هل سيقوم داني ويلبك أو هرنانديز بدور الجناح الأيمن وهما
مهاجمان صريحان ؟ , إذن من هو بديل لويس ناني على الجهة اليمنى ؟ لذلك كان
على فيرغسون أن يبقى اللاعبين المؤثرين لويس ناني وأندرسون أوليفييرا
ويخرج داني ويلبك وفليتشر , فليس من المنطقي أن يلعب بثلاثة مهاجمين (
روني وهرنانديز ويلبلك ) دون أن يكون خلفهما صانع ألعاب , وليس من المنطقي
أن أغير موقع ويلبك وأخرج ناني وأندرسون , لذلك فتغييرات فيرغسون كان لها
أثر عكسي على اليوناتيد و يمكن أن نضع تأثير كل سبب بمنطق رياضي على الشكل
التالي :
1 - إرهاق اللاعبين في دوري الأبطال 10 %
2- طرد المدافع جوني إيفانز 50 %
3- التغيرات الخاطئة من فيرغسون 30 %
4- توفيق لاعبي السيتي في إحراز فرصهم 10%
لكن لا يجب أن ننسى الإشادة بمستوى لاعبي السيتي الرفيع وتألقهم خاصة
مهندس هجمات الفريق ديفيد سيلفا والموهوب و النشيط بالوتيلي وكذلك جهود
الوفيرة من غاريث باري ويحيى توريه و نجاح سيرخيو أغويرو إدين ودزيكو في
إرهاق دفاعات اليوناتيد طيلة المباراة وتسجيل الأهداف بمهارة
رغم كل ذلك كان يمكن للمباراة أن تنتهي بثلاثة أهداف لهدف , لكن السيتي
تمكن من تسجيل 3 أهداف في الدقائق89 و 91و 93 ليخرج لاعبو السيتي بفوز
تاريخي ستتحدث عنه أجيال مدينة مانشستر كثيرا , لكن هذه الخسارة لا يجب أن
تؤثر في معنويات لاعبي اليوناتيد ولا على طموحاتهم فالدوري ما يزال في
بداياته وأمام السيتي مباريات صعبة والفارق لا يتجاوز النقاط الخمس , وعلى
فيرغسون أن يحاول وبسرعة إخراج اللاعبين من صدمة الخسارة وإعادة زرع بذور
الرغبة في الفوز وتحقيق البطولات والأهم من كل ذلك إعادة ثقة اللاعبين
بأنفسهم وبفريقهم وبقوتهم
