إجتثاث للنظام
--------------------------------------------------------------------------------
خطاب الرئيس يوم أمس كان كوكتيل رديء من المتناقضات ناتج عن كثرة المهدئات و المثبطات و المنشطات الدوائية التي يجبر على تناولها بسبب اوجاعه الكثيرة في كل انحاء جسده و رغم ان الأولى له ان يرتاح و يريح فأنه أبى الا ان يتلذذ بعذابات جسده و يستمريء الالام في سبيل الاثبات لخصومه انه ما زال قوي و متماسك و انه لم تفت في عضده لا الثورة و لا الحادث و انه لا يهاب الموت! لذا ظهر الخطاب متناقض مشوش و غير مرتب لا بل انه تعرض للمونتاج الكثيف و المرتبك و كأنه حلقة في مسلسل يمني ..هذا من ناحية المحتوى أما الشكل فحدث و لا حرج فقد حاول ان يلغي كل أثر للحادث عليه ولكن هيهات فرغم محاولته ابراز يديه الا انهما كان يرتعشان من الالم...و الله اني اشفقت عليه من ارتعاشات الألم الظاهرة على يديه و تلك لا يعرفها الا من عايش من احترقت يديه و قد عايشت احدهم...و حتى تلعثمه..و جفاف حلقه كلها مؤشرات على جلده امام الاوجاع و تلك تحسب له لو كانت في سبيل الله لا سبيل الهوى و النفس الامارة بالسؤ..بعد تعريجنا السريع على الخطاب نعود للتركيز على هدف المقالة و هو الرسالة الوحيدة الجديدة المستجدة في خطابه..و هي بالتأكيد تلك التي اشار فيها الى تخليه عن الحكم خلال ايام..و نلاحظ فيها
1. رفضه للحكم....يا ترى من يجبره على الحكم هل هم اولاده و اولاد اخيه و اخوته و شلته الشاطر و الانسي ام ان الذين يفرضون عليه البقاء هم السعودية و امريكا...
2. لم يذكر المبادرة الخليجية اطلاقا.. و هذا فيه نقضا لمن يرى في الخطاب عملا استباقيا لقرار مجلس الأمن لا بل فيه تحدٍ للمجلس لان قرار المجلس سوف يتبنى المبادرة و هو الامر الذي تجاهله الرئيس تماما و لم يذكرها نهائيا
3. و اهم نقطة جعلت من قضية التنحي امرا جديدا هو انه تعهد بعدم تسليم السلطة الا الى الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ..من مدنيين و عسكريا و هي اشارة الى ان عبدربه و احمد علي و اخرين سوف يستلمون السلطة بترتيبات خارج الدستور و القانون و المبادرة الخليجية و لكن بمباركة ما تبقى من المجلسين النواب والشورى و هي اشارة على انقلاب قصر باخراج هزلي عن طريق المجلسين فماذا ستكون نتائجه؟
بالنسبة للثوار في الواقع العملي لن يشكل اي فرق في التحديات التي يواجهونها و التي قد خبروها طوال فترة غياب الرئيس..و لكن لهذا الانقلاب فوائد كبيرة و خطيرة على مسار الثورة و حسمها و سوف نجملها بالاتي
1. سوف تسقط ورقة التوت المسماة الشرعية الدستورية و ستصبح السلطة فاقدة للشرعية والمشروعية مما سيعزز موقف الثوار داخليا و خارجيا
2.سوف يفقد النظام اي دعم سعودي من جناح عبدالله بعد ان يتم حشر الملك في زاوية التنكر للمبادرة من قبل النظام اليمني
3. سوف يفقد النظام اي دعم دولي وخصوصا امريكي نتيجة تنكره للمبادرة الخارجية
4. في حالة تعيين احمد نائبا للرئيس عبدربه هادي فأنه سيكون هو المتصرف الحقيقي و بالتالي سوف يطلق يده في قتل الشعب و هذا سوف يؤلب العالم و سيصبح النظام في موقع الاجرام المعلن
5. ربما تطيل عملية الانقلاب عمر النظام شهورا و تطيل عمر الثورة لكنها ستضع النظام في محل الاجتثاث الكامل و السقوط المدوي كما أنها سوف تقنع العالم بتجميد أرصدة الرئيس و عائلته و تحويلهم الى المحاكم الدولية كآل معمر القذافي تماما...و لن يكون هناك اي مخرج مشرف بل لن يكون هناك مخرجا اصلا للنظام و زبانيته الا مخرج واحد و هو مخرج تصريف القمامة الى مزبلة التاريخ...
هذا ما عندنا و لا جاكم شر
