بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة (شكوى) هى للشاعر الفيلسوف الهندى ( محمد إقبال ) والذى أرسى قواعد بناء دولة باكستان ,
لتقوم بعدها دولة باكستان ,
هذه القصيدة من القصائد القليلة التى يتم ترجمتها لجميع لغات العالم ,
تغنى بها شعب إيران باللغة الفارسية , وتغنى بها شعب باكستان باللغة الأوردية , كما تغنت بها كوكب الشرق السيدة أم كلثوم باللغة العربية ,
وعندما تغنت بها أم كلثوم فى عام 1953 على ما أتذكر بكت بكاء حار للمرة الأول على المسرح وبكى معها كل الجمهور بكاء جارف وحار
لنرى إبداع هذا الشاعر والفيلسوف العبقرى , من خلال شكوته ُ من الحال الذى وصل له المسلمون من فرقة وأزمات , ونرى أيضا ً نصائحه ٌ للأمة الإسلامية , وهو يحثهم على الوحدة ,
فها هى الأمة وقد وحدها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ومصحفها واحد , وقبلتها واحدة , وهى تؤمن بإله واحد , هو فوق الكل ,الرحمن الرحيم رب الأنام ,
فماذا ينقص هذه الأمة حتى تستعيد أمجادها ؟!
شكوى للشاعر الفيلسوف محمد إقبال
حديث الروح للأرواح يسرى
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
وشق أنينه ُ صدر الفضاء
ومعدنه رخامى , ولكن جرت
فى لفظه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشق منى
حديثا ً , كان علوى النداء
فحلق فى رُبى َ الأفلاك
حتى أهاج العالم الأعلى بكائى
تحاورت النجوم , وقلن صوت
بقرب العرش موصول الدعاء
وجاوبت المجرة عل ْ طيفا ً
سرى بين الكواكب فى خفاء
وقال البدر هذا قلب شاك ٍ
يواصل شدوه عند المساء
ولم يعرف سوى رضوان صوتى
وما أحراه عندى بالوفاء
شكواى , أم نجواى , فى هذا الدجى
ونجوم ليلى حسدى , أم عودى
أمسيت فى الماضى أعيش كأنما
قطع الزمان طريق أمسى من غدى
والطير صادحة ً , على أفنانها
تبكى الرُبى َ بأنينها المتجددِ
قد طال تسهيدى وطال نشيدها
ومدامعى كالظل فى الغصن الندى
فإلى متى صمتى كأنى زهرة
خرساء لم ترزق براعة منشد ِ؟
قيثارتى مُلئت بأنات الجوى
لابد للمكبوت من فيضان
صعدت إلى شفتى خواطر مهجتى
ليبين عنها منطقى ولسانى
أنا ما تعديت القناعة والرضا
لكنما هى قصة الأشجان ِ
يشكو لك اللهم قلب لم يعش
إلا لحمد علاك فى الأكوان ِ
من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا ؟
من كان يدعوا الواحد القهارا ؟
عبدوا الكواكب والنجوم جهالة ً
لم يبلغوا من هديها أنوارا
هل أعلن التوحيد داع ٍ قبلنا
وهدى القلوب إليك والأنظارا ؟
ندعوا جهارا ً , لاإله سوى
الذى صنع الوجود وقدر الأقدارا
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحى دينا
ومن رضى الحياة بغير دين
فقد جعل لها الفناء قرينا
وللتوحيد للهمم إتحاد , ولن
تبنوا العلى َ متفرقينا
ألم يبعث فى لأمتكم نبى
يوحدكم على نهج الوئام ؟
ومصحفكم وقبلتكم جميعا
مناراً للأخوة والسلام
وفوق الكل رحمن رحيم
إله واحد رب الأنام