فدوى طوقان ,
هى شاعرة فلسطينية ولدت فى مدينة نابلس عام 1917 ميلادى وتوفيت عام 2003 .
كانت تسمى الشاعرة فدوى بشاعرة فلسطين نظرا ً لمجهوداتها الأدبية والشعرية التى التى كانت فى خدمة القضية الفلسطينية .
ولكن بعيدا ً عن مؤلفاتها الثورية التى كانت فى خدمة القضية الفلسطينية ,
سنرى جانبها الرومانسى من خلال قصيدة كتبتها فى الطبيعة الساحرة لوطنها ,
فكانت قريتها يكسوها الإخضرار , ويلفها إعتدال للجو , وتحيطها الطبيعة الشيقة .
كانت الشاعرة فدوى طوقان تحنو بوجدان الأمومة على بعض أجواء قريتها الظليلة الخضراء ,
مصورة جو السلام والتواصل الحميم مع الطبيعة الساحرة فى قريتها .
قصيدة ( هنيهة ) للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان
من أى ينبوع خفى بعيد
يدفق هذا السلام ؟
يدفق فى نفسى كلحن سعيد
مفضفض الأنغام
هذا السلام المستفيض الطليق
من أين يفضى إلى ّ ؟
من أين يهمى على ّ ؟
يحيل روحى جوهرا ً من نور
معتصرا ً غبطة كل الدهور
هذا الصفا العذب هذا الفتون
يغفو بحضن الجبال
هذا المدى يحلم حلو السكون
زمردى الظلال
هذا الهدؤ الشاعرى العميق
يُغرق روح المكان
يشيع فيه الحنان
ناى على البعد , خلال السفوح
مسلسل حُلمته تردنى
أصدائه محض روح
تسمو به نغمة
تربطه باللاتناهى السحيق
بالعالم الأجمل
بالمُطلق الأكمل
فيتثنى من خمرة المبهم
مغتبطا ً , مستغرقا ً , مفعم
هنيهة السلام لا تختفى
ظلك من حولى
انتظرى, لا , لاتطيرى
قفى ساكنة الظل
قفى , دعينى وشعورى غريق
فى نعسة السُكر
أدمجك فى شِعرى مضيت
امضى , واغرقى فى البعيد
فأنت , أنت الأن هذا النشيد !
ترى هل يتحقق لأهل فلسطين الآن بعض هذا الذى تنسمت فى ظلاله الشاعرة ,
عبق السلام والأمان حين أبدعت هذه اللوحة الشعرية فى أربعينيات القرن الماضى ؟
وهل نحلم بيوم قريب يعود فيه إلى الطبيعة الفلسطينية ( بعد التخلص من الإحتلال الصهيونى ) جمالها وسحرها ؟