إنى على كاسى أُعيد السنين
وأبعث الماضى البعيد الدفين
وحدى , وقد أقسمت لن تعرفى
وما الذى يجديك ِ لو تعرفين
وما الذى يُجدى طعين الهوى!
لمسك ياهند ُ جراح الطعين
أصبحت لا أدرى , شربت الطلى
عند بكائى ؟أم شربت الأنين ؟
كم أزرع السلوان فى خاطرى
وكم ينمو فى محيل ٍ جديب !
بالخمر أسقيه وفى مسمعى
إرنان باك ٍ , وتشاكى حبيب
الجام يبكى لوعة ؟ أم أنا
جامى غريب ؟ وفؤادى غريب ؟
وآ حيرتى تُرى أصُب ُ الطلى ؟
أم أننى فيه أصٌبُ النحيب ؟!
ياإلف نفسى لم يكن هاهنا
هم لإلف وسلو هناك
لم يجر همسًَُ لك فى خاطرى ٍ
إلا جرى عندى كأنى صداك
ولم أكن أعرف ُ لى مدمعا ً
إلا الذى تذرفه ُ مقلتاك
أصون حزنى لك حتى اللقا
وأحبس الذى الفرحة حتى أراك
إن كنت غنيت فإنى الذى
وقفت ألحانى على سرحتك
حبست هذا الصوت لم ينطق
إلا على حزنك أو فرحتك
خمائل الروض بأعطارها
لم تشجنى إلا على نفحتك
أنكرتها طُرا ً ولم أعترف
إلا بطيب جاء من جنتك !
وآ فرحى اليوم بحيريتى
بأى ليل مدلهم أطير ؟!
ردى على قلبى قيود الأسير
وذلك الصبح الوضىء المنير
كم شُعب ٍ لاحت فلم تختلف,
لأيها نغدوا ؟ وأنى َّ نسير ؟
بعد سنى َالأنوار خلفت لى
جهم المساعى , وخفى المصير
علمت ِ حالى ؟ لا وحق الذى
صيرنى أشفق أن تعلمى
هيهات تدرين انطلاق الهوى
كجمرة ٍ نضاجة ٍ بالدم
هيهات تدرين , وإن خِلتِه ِ
وثب الهوى الضارى , وفتك الظمى
وصارخا ً كبحتُه ُ فى فمى
وطاغيا ً كبّلته ُ فى دمى
لا أنت ِ تدرين , وما من أحد
بواصف حسنك مهما اجتهد
أو بالغ ٍ سر الذكاء الذى
يكاد فى لحظك ِ أن يتّقد
أو مدرك عمق المعانى التى
فى لمحة ٍ عابرة تحتشد
أو فاهم فن الصناع الذى
أبدع الأثنين